top of page

عوائق في طريق التنسيق والتكامل في العمل النسوي

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين فإن العمل الدعوي أو الخيري يشمل كل عمل من أعمال البرّ يقوم به العبد امتثالا لأمر الله _عز وجل_ ، وابتغاء مرضاته .. وإن كان يطلق - عرفا - على عمل البرِّ المنظّم الذي يُهتم فيه بنفع الآخرين ، كأعمال الإغاثة بشتى صورها والصدقة ، وتعليم العلم ، وتحفيظ القرآن ، والدروس المنظمة ، ونحو ذلك من الأعمال الخيِّرة التي يتعدى أثرها إلى شريحة أو أكثر من شرائح المجتمع الإسلامي ، سواء كان ذلك داخل إطار منطقه أو مدينه أو إقليم معين ودولة محددة ، أو كان أعم من ذلك ، ويكون في الغالب منظماً تنظيما يعين القائمين عليه على ضبط أموره ودقة تنفيذه والمؤسسات الخيرية أكثر ما تحتاجه هو التكامل والتنسيق ليبرز عمل كل مؤسسه بأريحيه ووضوح كامل وذلك لان التداخل بين الأعمال أو التضارب في الإنتاج أو التزاحم على المواسم يشتت الجمهور ويفقد الثقة بالعاملين ولا يرسخ أسماء الجمعيات في الأذهان وأننا إذا ما نظرنا نظرة فاحصه للمجتمع نجد إن العامة باتوا لا يفرقون بين المؤسسات الخيرية ولا يعرفون مهامها بسبب الخلط القائم لذا كان لزاما علينا إن نكون اليد التي تصوغ للمجتمع أساساته الخيرية وبناءا ته الاجتماعية ..

ولعلى بهذه العجالة أوجز بعض العوائق التي تظهر إمام عمليات التنسيق والتكامل بين المؤسسات الخيرية بجانبيها الدعوي والاغاثي

1-نرجسية بعض المؤسسات

تتميز النرجسية بالتعجرف والنقص في التعاطف مع الآخرين و فرط الحساسية تجاه آراء الآخرين. فهم لا يستطيعون تقبل آراء الآخرين بأي شكل من الأشكال دون أن يتركوا الآخرين يلاحظون ذلك، ويسفهون بشكل غير مباشر من آراء واقتراحات الآخرين، بل ويدعون أنهم يعرفون ما يفكر فيه الآخرين وأنهم ليسوا بحاجة إلى محاضرات الآخرين. ويبالغ النرجسيون في إنجازاتهم وميزاتهم ومحاسنهم ويتوقعون من الآخرين أن يعترفوا لهم بالجميل بصورة خاصة، سواء كان هذا الاعتراف مبرراً أم غير مبرر. ويستحوذ عليهم وهم النجاح والسلطة والتألق ويعتقدون أن وظيفتهم ضبط الأمور تحت سيطرتهم لأنهم على حق والآخرين على خطأ.

2-عمى الأهداف

عدم وضوح الهدف _ ببُعْدَيه الاستراتيجي والتكتيكي، _ لدى بعض المؤسسات الخيرية فأي مؤسسة أو منظمة– سواء عامة أو خاصة غير هادفة للربح – لابد لها من تحديد الهدف من وجودها بدقة، حتى تستطيع البقاء ولننظر مثلا إلى بعض من المؤسسات الخيرية القائمة الآن، نجد أن بعضها فقدت الهدف الذي أنشئت من أجله،ولذلك فلم تعد تقوم بالدور الذي كان مرسوما لها القيام به وقت إنشائها! وهذا ما يحتم على مثل هذه المؤسسات أن تقوم بإعادة صياغة هدفها وطبيعة الدور الذي يجب لها أن تقوم به – إذا أريد لها البقاء في عالم الوجود!! فدون وجود هدف محدّد لن نستطيع أن نحدّد طريق سيرنا، فتصبح حينها كلّ الطرق متشابهة وكلّ الخيارات متاحة، فالهدف هو المرشد الذي ينظم أعمالنا ونشاطاتنا على المستوى الفرديّ أو المؤسّسي، وهو الذي يساعدنا على تحديد خياراتنا والسير في هذه الحياة على بصيرة وهدى، بعيداً عن الفوضى والعشوائية التي تبعثر الجهود، وتحطّم الآمال والأحلام.فتحديد الأهداف الإستراتيجية وتفصيلها لأهداف تكتيكية مرحلية يساعد الفرد أو المؤسسة على الوضوح والاندماج مع الذات في الأعمال والنشاطات كافةً، وعلى مختلف المراحل الزمنية -القريبة منها والبعيدة- والحدّ بشكل كبير من التناقضات فيها، والمزاجية غير المنضبطة أثناءَ عمليات التنفيذ المرحلية والنهائية

3-والازدواجية وفقدان التخصص

ان عمى الأهداف لدى بعض المنظمات والمؤسسات الخيرية أدى إلى ازدواجية العمل وتكراره ونسيان بعض الخطوط العريض في العمل داخل المنطقة الواحدة تكرار وتزاحم المؤسسات الخيرية على نوع واحد من العمل يشتت الجمهور ويفقدهم الثقة بهم لكن لو اعتمدنا مبدأ التخصص لاستطعنا إن نصل إلى مستويات عاليه كل في تخصصه .. سواء على المستوى البشري أو المادي أو التنظيمي.

4- ندرة القيادات النسائية

(تجربة منتدى الرفاق)

وهذا راجع إلى

1- ضعف الثقة بالعنصر النسائي في إدارة العمل الخيري.

2- ضعف التكوين القيادي لضعف التأهيل والتدريب للنساء.

3- انقطاع المؤهلات عن العمل بمجرد الزواج أو بمجرد كثرة الأطفال.

4- عدم التفرغ للعمل الخيري والارتباط بوظائف حكومية.

5- قلة المحفزات وعدم وجود مناصب نسائية بصلاحيات واضحة.

6- تجميد القيادات النسائية بحدود ضيقه وضعف الانفتاحية في العمل .

7- عدم مشاركة المرأة في اللقاءات والحوارات المناطه بتصحيح مسارات ومشاكل العمل السنوي .

5- الاكتفاء والذاتية:

الاكتفاء بالعمل الفردي (المؤسسة بمفردها) بكل إشكاله سواء كانت :

1-بالاعتذار بكثرة إعمال المؤسسة وضيق الوقت للتعاون مع غيرهم.

2-بدعوى الكمال الزائف والتوهم بان المؤسسة وصلت لمستوى عالي جدا من الإنتاجية لذا لاداعي للاشتراك.

3-ربما يكون السبب على النقيض بحيث تخجل المؤسسة من ضعفها وقلة إنتاجها فتتقوقع على ذاتها وتهرب من الظهور لخوفاها من المقارنة بغيرها.

وهنا على الجميع إن يدرك إدراكا كاملا انه لن يكون للعمل الخيري صدى ويكسب ثقة المجتمع إذا ما تركنا الاجتماع واكتفينا بالذاتية والعمل الفردي إن قوة العمل تتضح بتكاتف الجهد ومهما كان العمل قويا سيكون اقوي بالتنسيق وتبادل الخبرات وان يد الله مع الجماعة وإذا ما كانت المؤسسة قوية وجهدها واضح فهذا لا يخلي مسؤوليتها من ضرورة النهوض بالمؤسسات الناشئة والأخذ بيدها لكي تظهر على سطع المنطقة بالمستوى اللائق بالعمل الخيري..

6- نعام في حقول العمل

الحذرون كثر على ساحة العمل الخيري وهذه صفه جيده إذا ما كانت على المستوى الطبيعي لكن إن ندس رؤؤسنا بالتراب كالنعام ونغض الطرف عن الإعمال المشتركة والتعاون وذالك لشدة الحذر فهذا غير مقبول نهائيا.. وفي ظل الظروف الراهنة والتشديد على أن تكون الأعمال تسير بالشكل الرسمي باتت شدة الحذر عند بعض المديرين اشد فهو لا يثق إلا بما يقوم به هو ولا يؤمن إلا بما يسير حسب نظامه ولو حاول فقط مجرد محاوله إن يرى أعمال الآخرين لوجد إن الأمر والحمد لله يسير وفق منهجية ووفق نظام ولا داعي للخوف والحذر الزائد حيث إن المؤسسات بات عندها الإجراء الرسمي والفسوحات لبرامجها امرأ روتينيا وعاديا ولا نرى فيه عقبات شديدة لذا علينا إن نثق يبعضنا وان تطلب الأمر فلا باس من الاطلاع على الموافقات الرسمية لأي مشروع والصادر من الجهات الرسمية وذات الاختصاص.

7- عدم إدراك مفهوم و أهمية التنسيق والتعاون

تخطيء كثير من المؤسسات الخيرية بمفهومها للتعاون والتنسيق فترى بعضا منهم يفهمه على انه نشر لسيادته وتلميع مؤسسته وإظهار قدرته الاداريه والتنظيمية ويجعل منه سلما يرتقي فيه على حساب المؤسسات الأخرى والبعض الأخر يرى في التعاون اتكاليه وترك العمل ليقوم به الغير ما دام إن اسمه موجود والبعض يفهم من التعاون والتنسيق دمج المؤسسات وخلطها وهذا مالا نرمي له وملا نريده بل نسعى إلى مفهوم التعاون الذي يكمل بعضنا بعضا فيه فلا يمكن لأي مؤسسه خيريه إن تستوعب النشاط والعمل في مدينته فضلا عن منطقته التعاون الذي يسد العجز ويخفف الأعباء الاقتصادية والمادية ويجمع الأفكار والأطروحات وينمي الخبرات ويقتسم التجارب يشحذ الهمم ويحقق مبدأ الالفه والمحبة ويوصلنا إلى كل

طبقات وفئات المجتمع ويخفض الجهود ويقلل من الكوادر بل يوزعها توزيعا متساويا التعاون والتنسيق الذي يوفر لنا الوقت والجهد.

8- اختزال الإعمال و مفهوم سري وليس للنشر

من _ مدونة (رجاء اسرقها ..مشاريعي )

يقول برنارد شو الأديب الأيرلندي الشهير: “إذا كانت لديك تفاحة واحدة.. ولدي تفاحة واحدة، وتبادلنا التفاحتين.. سيكون لدي تفاحة واحدة.. ولديك تفاحة واحدة. ولكن.. إذا كان لدي فكرة.. ولديك فكرة.. وتبادلنا الفكرتين.. فسيكون لدى كل منا فكرتين.”.

لدى كثير منا العشرات أو حتى المئات من الأفكار والمشاريع، ومعظم هذه الأفكار محفوظ في الأذهان أو الأوراق أو الأجهزة، وتمر الأيام والسنين، وتبقى هذه الأفكار من دون تنفيذ أو تطوير وقد يطويها النسيان للأبد. قد يعتقد البعض أن له الحق في الاحتفاظ بهذه الأفكار لنفسه وعدم مشاركتها مع الآخرين رغبة منه في تنفيذ هذه الأفكار والاستفادة منها ماديا أو معنويا، وقد يكون ذلك صحيحا في بعض الأحيان. ولكن يجب أن ندرك جميعا أن لكل منا طاقات وموارد محدودة، فالوقت والمهارة والمال بل حتى العلاقات والنفوذ والسلطة لانملكها جميعنا بنفس المقدار، وقد نمتلك فكرة خلاقة ورائعة، من الممكن أن تغير العالم أو على أقل تقدير

تجعل حياة الكثيرون أفضل، ولكننا نعجز عن تنفيذها، لأننا نفتقد أحد هذه الموارد المطلوبة لتحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس.فأنا أدعو الجميع، أن يشاركوا الآخرين أفكارهم ومشاريعهم، بل أن يتم تخصيص قسم خاص في كل مؤسسه لنشر الأفكار والمشاريع التي يمكن للغير تنفيذها والاستفادة منها، لتعم الفائدة ويستفاد من هذه الأفكار بشكل حقيقي… بدل أن تندثر للأبد…

9-الموارد البشرية والمادية والمالية

وضعت هذا السبب في أخر المطاف لأني أرى انه ليس عائقا كبيرا ويمكن تدبير أمره بالمحتسبات

إن عملية التنسيق تتطلب منا وجود وحده إشرافية أو بالأصح منسقه وهذه الوحدة تستلزم أفرادا عاملون ومواد يعمل عليها وميزانية للصرف عليها .

وفي الختام

لكم منا عظيم الامتنان على هذي المبادرة الرائعة والكبيرة والتي تنم عن حس بالمسؤولية تجاه هذه الدعوة عالي جدا وراقي بكل صوره واشكالة وان كان بالأمة أمثالكم فإننا على خير بإذن الله تعالى

اسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وان يجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم


Featured Posts
bottom of page